مقبرة الضمير

مترجم من النص الأصلي باللغة الإنجليزية. نشرت في مجلة فكرة


مقبرة الضمير

I.

لم يعد هناك وقت. لا وقتَ على الإطلاق

لطقوس الموت ولا لنحيب الأمهات

ولا لصفارات سيارات الإسعاف بين الحطام وأنقاض 

الأرواح التي ولدت

في «سجلات القتل» للكابيتول. لم تتبقَّ طرق

لإجلاء أولئك الذين أُعلن عن وفاتهم

قبل أن يعيشوا حقًا،

لا ملجأ لحماية اللاجئ 

الأبدي. لا مكان لطقوس 

الدفن. هذه «مقبرةُ 

الضمير والكرامة المذبوحَيْن».

هذه الساحة لم تكن موجودة

على خرائط البيت الأبيض

- لقد مُحيَت منذ سنوات -

حتى نزلت دفعة واحدة،

تمطر سيولاً من الصواريخ 

"دون سابق إنذار".

II.

قبل وقتٍ طويل من قصف 

هذا المكان مرّة أخرى

كان هذا المكان ملعونًا

في مذكرات متعهدي دفن الموتى

ببدلاتهم السوداء،

ومذكرات المقامرين البدناء

المليئة بأسعار فائدة منتفخة،

وهم يراهنون على أسلحة

جديدة تمامًا.

هذا ليس بالمكان المناسب

للقلق بشأن الامتيازات المرموقة

أو الرحلات الملغاة.

لم يبق مكان على الإطلاق:

لم يبق ركن واحد لتنبت زهور الكرامة.

ولا بوصة واحدة

ليتسرّب الأمل

من تحت سياج السجن هذا.

لكن الأطفال يتجاوزون كل الأسوار،

ينفجرون من مسامات المراهقة

لأي ساحة محاصرة.

ولا شيء،

لا شيء سيمنعهم

من الانطلاق كصاروخٍ

من قبضة طفولة مخنوقة

وأفقٍ وُلِدَ مقتولاً؛

خلف حصار عمره سبعة عشر عاماً،

أصبح الجمال الرّهيبُ متوحشاً.

III.

الليلة انطفأت الأضواء في غزة.

لا يحتاج الآباء إلى إغلاق الستائر،

لا يحتاجون إلى وضع أطفالهم

تحت أغطية النيران

ووهج الطائرات المقاتلة

فوق رؤوسهم.

ولن تبقى قطرة ماءٍ واحدة

لتروي عطش كبار السن

قبل أن يموتوا

حاملين مفاتيح الأمل الصدئة

لأحفادهم المنكوبين.

ولن تبقى كسرة خبزٍ واحدة

قبل أن يستيقظ "العالمُ الحُرُّ" المزيف.

هنا، تحت حصار الضمير،

يُحرَم المخنوق من المقاومة،

واطفال مولودين بحكم إعدام

يَدفِنون الأمل قبل بلوغ المراهقة.

IV.

وسيرحِّبُ الموتى بالموتى

في المَطْهَر

لأنهم عديمي الجنسية

ومحكوم عليهم بالبقاء دون مكان دفن

لأطفالٍ مولودين أكبر من بايدن

وأطفالٍ مدانين بـ”الإرهاب“

بالولادة واللقب والجلد والدين؛

الله أكبر والثالوث المقدس

الله أكبر وأصرخ ببؤس

لماذا ترَكْتَنا مرة أخرى؟

وحدَنا نقاتل من أجل الحياة في الموت

ووحدَنا نحارب الموت في الحياة

وتقف هذه الطفلة وحيدة

ولا أحد يستطيع

أن ينظّف دموعها

ومخاط العالم الحر المنافق الأصفر

من أنفها وندوب روحها

ومستقبل حاضرها الغائب

ويضمها بين ذراعيه

ويمسك بيدها الهشة لبعض الوقت وحسب.

V.

لقد بدأ الخروج العكسي

لكنّ موسى لا يسير معهم نحو «مقبرة الضمير»؛

وسراب الهواء الساخن الحار

وجماجم الموت المسنّنة على طول الطريق

تشير في اتجاه النيل.

لكن لا تملك مصر إلّا نيلاً واحداً

والنيل ليس بمثابة ثدي

ليرضع لاجئين محرومين عديمي الجنسية.

ورأيت أبًا يدفع عربة بؤس أمريكي

وبقايا عائلة

وآخر يحمل حقيبة مبللة

حمراء ببقايا أطفاله ودماءهم، كما قالوا.

ومرة ​​أخرى نظر "العالم الحر" بعيدًا

لذلك جلب رفاتهم إلى هنا اليوم،

بينما تدفن أمتان معًا حملين ناضجين

أجهضتها المجاعة وحصار عصورٍ وسطى.

وطفل ذو قميص أحمر وببغاء على كتفه.

يعلّم الببغاءَ لدغاتٍ صوتية حلوة،

تمامًا مثل "الدفاع عن النفس".

نوعٌ من الهراء الذي يعيد صحفيو "العالم الحُرّ" تدويره

لكنني بصراحة أسألك ونفسي

من سيبقى على قيد الحياة ليروي

القصة الحقيقية

 لموت ضمير "العالم الحُرّ"؟